من هو فوزي البدوي ويكيبيديا، فوزي البدوي هو باحث تونسي وأستاذ متخصص في الدراسات اليهودية ومقارنة الأديان في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بتونس. يشغل عضوية المجمع التونسي للآداب والعلوم والفنون (بيت الحكمة)، بالإضافة إلى كونه مديرًا لمجلة معهد الآداب العربية وعضوًا في هيئة تحرير مجلة حوليات الجامعة التونسية بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة.
جدول المحتويات
من هو فوزي البدوي
للباحث فوزي البدوي إسهامات مميزة في مجال علم الأديان والفنون والإنسانيات، حيث أثرى المكتبة الفكرية بعدد من الكتب والدراسات القيمة. من أبرز أعماله كتابه “الجدل الإسلامي اليهودي”، ودراسته “نبي الإسلام في مرآة اليهودية”، التي تسلط الضوء على قضايا عميقة في التفاعل بين الإسلام واليهودية. كما قام بترجمة دراسة المستشرق البريطاني روبرت برترام سرجنت بعنوان “العهود مع يهود يثرب وتحريم جوفها”، مما يعكس اهتمامه بتقديم تراث الدراسات الاستشراقية للجمهور العربي.
أعمال الباحث فوزي البدوي
قام الباحث فوزي البدوي بترجمة وتحرير دراسة بعنوان “سُنّة جامعة: العهود مع يهود يثرب وتحريم جوفها”، التي تحلل الوثائق المتعلقة بما يُعرف بـ”دستور المدينة”. تُعد هذه الوثيقة التاريخية من أهم النصوص التي تستحق اهتمامًا واسعًا نظرًا لشهرتها الكبيرة وأهميتها في الدراسات الإسلامية، خاصة فيما يتصل بفترة نشأة الإسلام وتجربة المدينة المنورة.
تمحور النقاش حول صحة نص “الصحيفة” أو “دستور المدينة” منذ أوائل القرن العشرين، حين قدم المستشرق يوليوس ڤلهاوزن (Julius Wellhausen) دراسة أشار فيها إلى أن الوثيقة تعود إلى ما قبل السنة الثانية للهجرة، مستندًا إلى غياب أي ذكر سلبي لليهود فيها. لاحقًا، تناول مستشرقون آخرون هذا النص بمزيد من التحليل، مثل وليام مونتغومري واط (Montgomery Watt) في كتابه “محمد في المدينة”، حيث اقترح أن الصحيفة لم تُكتب دفعة واحدة، بل تم تعديلها وتنقيحها على مدى فترة طويلة.
على الجانب الآخر، ذهب غريم (Grimm) إلى أن الصحيفة كُتبت في السنة الخامسة للهجرة، مستندًا إلى عدم ذكر قبائل يهودية مثل بني النضير وبني قريظة وبني قينقاع، الذين انتهى أمرهم في تلك السنة تقريبًا. إلا أن هذا الرأي، كما يرى فوزي البدوي، يعاني من عدم الدقة، بينما يقترب رأي مونتغومري واط من الصحة، حيث يفترض أن الوثيقة تطورت على مراحل ولم تُنجز بشكل كامل في وقت واحد.
أما المستشرق البريطاني روبرت برترام سرجنت (R.B. Sergeant) فقد خصّ هذه الوثيقة بدراسات متعمقة، أولها في عام 1964، ثم دراسة ثانية في عام 1978، وتبعها بدراستين أخريين تناول فيهما الوثيقة بدقة أكبر. أكد سرجنت على أهمية هذه الوثيقة وفرادتها التاريخية، معربًا عن دهشته من قلة الاهتمام الذي أولاه لها الباحثون، سواء من المؤرخين المسلمين أو المستشرقين. وصف سرجنت هذه الوثيقة بأنها على درجة عالية من الأهمية لفهم فجر الإسلام، بل ودراسة القرآن نفسه، مشددًا على أنها وثيقة ذات صحة تاريخية لا يمكن التشكيك فيها.